سيارة حمراء تتحرك ببطء أمام مشهديات يغلب عليها الرمادي والأزرق البارد. تبدو كبقعة دافئة وجاذبة للعين في عالم يكاد يكون أحادي اللون. هذه هي الصورة الأكثر إلحاحًا على الذاكرة من فيلم (drive my car) للياباني ريوسوكي هاماجوتشي الذي شاهدته للمرة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي الماضي. هذه السيارة التي يدور داخلها الكثير من مشاهد الفيلم، بالعلاقة بين راكبها وسائقتها هي قلب الفيلم الذي ينتظم إيقاعه على إيقاع حركتها. يعيدنا هذا الجانب من الفيلم تحديدًا لسينما الإيراني الكبير عباس كيارستمي بالحضور الكثيف للسيارة في أفلامه- بعض أفلامه تكاد تدور حصرًا داخل سيارة- حيث تصير السيارة فضاء آمنًا وحميمًا للبوح والتأمل.
الزيارات
706